أغلال الماضى
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
تجلس كعادتها قبل مغيب الشمس فوق أرجوحة فى حديقة منزلها، تتابع الغروب مع ابتسامة ترتسم بضعف على شفتيها، تمسك بيدها فنجان، وباليد الأخرى تداعب قطها بأصابعها بتروى، هذا القط المتربع بين ذراعيها كأنه يتربع فوق العرش،لحظات من يراها بهذا الهدوء يعتقد أنها لا تحمل أي هموم، ولكن من يعرفها خير المعرفة يتيقن ان هذا الهدوء يخفى خلفه عاصفة من الأحزان، يبدأ الظلام يخيم على المكان
والسكون الذي لا يقطعه سوى انفاسها الدالة على أنها لازالت على قيد الحياة، يتعالى صوت خطوات حذاء فوق الأرضية الخشب يعلن عن خروج شخص ما من داخل البيت، وقبل ان يتحدث صاحب الحذاء تتساءل هي بصوتها الحنون عن سبب قدومه الأن بنفس الوقت كل عام، ولكنها لم تنتظر الإجابة منه وتسرع متحدثة بصوت ساخر، عن تذكرها انه نفس اليوم الذي أتت معه إلى ذلك المنزل، ذاك اليوم الذي تعده أسوأ يوم بحياتها،
قرار خطأ واختيار لشخص الخطأ، وعلى الرغم من ذلك الخطأ إلا أنها كانت مغامرتها الوحيدة السعيدة فى حياتها، قاطع كلماتها صوت أجش لرجل يتضح على ملامحه تقدم العمر، تحدث ساخرا هو الأخر پانها أن لم تخطأ فى اختيارها له لكانت الى الأن تبيع الزهور بالطرقات وتفترش الأزقة الصغيرة بجوار صناديق المهملات لكي تستطيع النوم.
تعالت صوت ضحكاتها التى تقطع كلماتها المردفة بها له، أن لولا هذه الزهور لم يكن ليستطيع استدراجها وكسب خفقات قلبها إليه، تقدم وجلس على أحد المقاعد المجاورة للأرجوحة بعد ان أشعل مصباح صغير بجوار الباب الداخلى للبيت، وبعد تنهيدة رد قائلا
-مرت السنوات ولازلت اجمل زهرة اقتطفتها من شوارع المدينة، من الممكن ان اكون لك أسوأ اختيار ولكن ليس ممكن أن تكوني لى إلا افضل اختيار، ولكنه بالوقت الخطأ
-كنت أعتقد حينها انك افضل اختيار لانى انبهرت ببريقك الزائف وكلامك المعسول، ولكن اتعلم شئ لم اندم ابدا على اختياري هذا فقط ندمت انى عندما اتت الفرصة للخلاص منك لم استغلها