أغلال الماضى
نهض وهو يهز رأسه يمينا ويسارا يبتسم بسخرية ثم اردف بعد ان ولها ظهره متوجها ألى باب الحديقة الذي يطل على الشارع الرئيسى
-وهذا يؤكد حسن اختياري لك، فأجمل ما بك طيبة قلبك وقدرتك على المسامحة وإعطاء الفرص
خرج من باب الحديقة وأغلقه خلفه ثم سار مبتعدا تاركا ايها تنظر لآثار ابتعاده، لحظات نهضت هي الأخرى تجذب بقدميها سلاسل القهر والخذلان لعمر افنته مع هذا الشخص، تجر قدمها جرا وتمتم نادمة (يا ليتنى فررت وتركته للمoت فريسة ) دلفت الى داخل البيت المنظم والهدى، الشاهد فى صمت على سنوات العذـ،ـاب التي قضتها به بعد أن كانت حرة طليقة فى شوارع المدينة، تبسمت وقالت بحزن
-ها هى سنة اخرى مضة يا قفصي الذهب
توقفت أمام الباب الحديد الفاصل بينها وبين الباب الرئيسي للبيت وعينها تلمع بالدموع التي تأبى النزول، تتذكر ذاك اليوم الأول الذي مرت من خلاله إلي هذا البيت، محمولة بين ذراعية بذلك الفستان الأبيض، تحتضن باقة الورد، سعيدة، نعم كانت سعيدة إلى أن أغلق الباب عليهم، لم تكن تعلم أن السنوات التالية ما هي إلا چحيم، فالوجه الملائكي الذي كان يرتديه سقط وظهر خلفه شخص أعمته الغيرة
عن كل معاني الحب والرچم ة، ألقاها أرضا وكمم فاها وظل يضربها فقط لانها ابتسمت لبضع رجال مجاملتا فى حفل زفافها، مزق الفستان وقام بالقائه فى المدفأة ليصبح وقود فقط لان احدهم اثنى على جمالها بهذا الفستان، لم تكن اول ليله بهذا البيت أسوأ لياليها،بل حقا من الممكن ان تصفها پاقلها ألما.
تبسمت وهي تتقدم باتجاه الباب ومدت يدها من بين فراغات قضبان الباب الحديدي لتفتح الباب الرئيسي كي تنظر خارجه، تتنهد متمنية ان يعود بها الزمن لما قبل يوم زفافها، هناك حيث كانت حرة كفراشة تطير بين الزهور، تتنقل بين شوارع المدينة، تغني وهي توزع باقات الزهور للمارة، لم يكن هناك مكان او شخص لا يعلم بائعة الزهور ذات الصوت العذب والشعر الذهبى الطويل، والقوام المتناسق، ومع المساء تختار احدى الأزقة الصغيرة ذات المنفذ الواحد