أغلال الماضى
وتفرش سجاد صغير يسع فقط چسـدها عندما تفترشه ثم تضع حقيبة بلاستيك بها بعض الملابس التي أخفت بها الأموال أسفل رأسها وتنام مطمئنة لا تشعر بالخۏف على الرغم من تواجدها فى الشارع لا يقلقها إلا تفكيرها فى الغد كم سوف تستطيع ان تكسب وتأجر غرفة كي تقيم بها، هذا فقط كان اكثر اهتماماتها، وذات ليلة صيفية بعد انتهائها من بيع الزهور بجوار رصيف العشاق الذى يطل على النهر وكان جميع من بالمدينة هم من أطلقوا هذا الاسم على رصيف الميناء لتجمع الأحبة فى ثنائيات على طوله، جلست فى زاوية بعيدة تأكل رغيف من الخبز المحمس ومعه قطڠة صغيرة من الجبن، تنظر للعشاق وتبتسم بهيام وهي تحدث نفسها، هل سياتى اليوم الذى تمسك به ذراع أحدهم ويقفوا كهؤلاء، قطڠ تفكيرها صوت رجولى
-هل اجمل الزهور أنهت بيع زهورها الليلة
رفعت رأسها كى تتمكن من رؤية المتحدث، فكان رجل قوى البنيان طويل القامة، ذات عينان يلمعان كعين الذئب، يقف بشموخ ناظر إليها وهو يضع يديه خلف ظهره، فتبسمت واجابت
-تعال فى الغد قبل مغيب الشمس سوف تجد زهور مختلفة وجميلة
-خسارة، كنت سوف ادفع لك مائة سنت، ولكن غدا لا اعتقد انى سوف احتاج الزهور
-مائة سنت! اجعلهم مائة وخمسون وسوف اذهب الان اجلب لك عشر من الزهور
-مئتان، وتحضيرهم إلى ذلك الكازينو بنهاية الرصيف، هل تعرفيه
-نعم، نعم، اعرف خمس دقائق وتكون الزهور معك
نهضت مسرعة وهرولت حيث مزرعة الزهور التي تشتري منها ما تبيعه للمارة، دقائق وكانت بالفعل عادت الى الكازينو وظلت تنظر يمينا ويسارا خارج وداخل الكازينو،حتى رأته جالس على طاولة بالداخل، ذهبت إلى حارس الباب الذي نظر لها وعلى وجهه ابتسامة وقال
-تعلمين القواعد ماري، لا تسببي لى المتاعب
-زبون لكم اعطاني اموال كى أجلب له الزهور وينتظرها بالداخل،.هيا ميكال ان المبلغ الذي سوف احصل عليه سيمكنني من دفع إيجار غرفة لأسبوع كامل
نظر الحارس إلى الداخل فلم يجد مدير المكان فاستدار ناظرا اليها وقال