أغلال الماضى
تبسم لها ثم نظر الى النادل وأخبره بأصناف غالية مع زجاجة نبيذ قديمة الصنع، وهكذا كان أول لقاء، اول خطوة نحو جحيمها، كان اليخاندرو ينتظرها كل ليلة حتى تنتهى من بيع الزهور ثم يدعوها لتناول الطعام بأماكن مختلفة ويغدق عليها بالاهتمام و كلمات الغزل، حتى أصبحت متيمة به ولا ترى اى شخص اخر، تناست تحذيرات أصدقائها، ويا ليتها أستمعت لهم حينها، فقد قال لها أحدهم ابتعدي واهربى منه انه شخص غامض ولا يعرفه أحد كما انه كثير الشرب للخمر وهذه تعد علامة سئه، لكن الحب قد اعمى عيونها عن رؤية الذئب الجائع بداخله، بن ترى وجهه الأخر القاسي الحاد والذى كان يظهر ما ان يقترب منها رجل آخر غيره، شهر كامل مقابلات ومغازلات لم يحاول ولو لمرة واحدة ان يقترب ويلمسها اعتقدت انها وجدت معه الأمان الذي افتقدته منذ مoت والديها وسرقة عمها لحقها وطردها من البيت، اعتقدت انه الرجل الذي سوف يعوضها عن حنان ودفئ عائلتها، اقتنعت من كلامه انها شخصية ذات قيمة عالية، انها اميرة قلبه وحياته، لم تصدق اى صوت للعقل يحدثها، لم تحذر وتخرب ويا ليتها فعلت، ولكن كما يقولوا مرآة الحب عمياء
بل وصماء ايضا، كم كانت ترتفع الى السماء السابعة من السعادة، عندما يحل الليل ويأتى إليها حاملا الهدايا ويأخذها إلى أماكن اعتقدت انها أستحالت دخولها إليها، حتى جاء اليوم الموعد ذاك اليوم الذي بموافقتها خسرت حريتها، وبكل أرادة منها وقعت بفخ مظلم تحت أنياب ذئبها المترصد لها.
كان يوم ممطر وهجر العشاق رصيف العشق، واصبح الرصيف كظلال الخاوية لقصص الحب الضائعة، لم تبيع هذا اليوم زهرة واحدة فجميع البشر فى منازلهم حول المدافئ غير عابئين بمن بالخارج، تراهم من نوافذ منازلهم يتمتعون بالدفئ على نقيضها هى وبعض المتسولين، جلست داخل الزقاق بعد ان صنعت من فراشها مظلة تحميها من الأمطار، جلست على الأرض المبتلة تحتضن چسـدها المرتعش من البرد تحاول تدفئة نفسها بحرق بعض الورق والأخشاب أمامها،