أغلال الماضى
دقائق بعد غروب الشمس وانتشار الظلام إلا من نور القمر وضوء بعض المصابيح الحكومية الآتية من الشارع الرئيسى، استمعت إلى صوت خطوات مسرعة تدلف إلى الزقاق التى تجلس بها، تقترب منها بهرولة ثم رأته ينحنى وينظر إلى عينيها مبتسما كعادته، ثم همس قائلا
-كيف لزهرة الاوركيد ان تظل بهذه البرودة وحيدة، هل تاتي معي لمكان دافئ ام اجلس معك اشاركك الوحدة
تبسمت له وقالت فى ضعف ظاهر على نبراتها من الجوع والبرد معا
-هنا ليس مكان جيد لمن مثلك سيدى
-إذا هيا انهضى وتعالى معى ، لن اتركك هنا صغيرتى
نهضت على استحياء ممسكة بيده التى كان قد مدها لها ثم أجمعت أشيائها وتتبعت خطواته إلى خارج الزقاق، لتجده يفتح لها باب سيارة فخمة ويشير لها، دلفت على استحياء تتساءل لماذا يفعل هذا لها فهى
لا يمكن ان تكون بائعة الزهور التى يعطف عليها ليس أكثر، جلس بجوارها تاركا مكان السائق لشخص آخر، انطلقت السيارة ما أن أغلق بابها تشق الطريق مبتعدة عن المدينة، والغريب انها لم تتسائل إلى أين، فقط احساس الدفئ الذي غمرها جعل عقلها مستسلم تماما له، ول تواجدها معه، لم تعرف أن شعور الخۏف الذي غادرها ما أن يقترب هو منها سوف يعود وبقوة ومنه هو، وقفت السيارة أمام بيت ريفى صغير من طابق واحد و بجواره حظيرة تستطيع سماع صوت الماشية من مكانك بالخارج، أما الجانب الأخر فيوجد اسطبل للخيل، اقترب منى أليخاندرو وأشار للبيت وقال
-هذا هو بيتك فى المستقبل القريب صغيرتي ولكن اليوم سوف تنامين فى احدى الفنادق الصغير القريبة من هنا لفترة ليست بكبيرة
-هذا سوف يصبح بيتى، لا اعتقد انى امتلك المال كى أستأجره لا أمتلكه، و أيضا لا أملك المال للأقامة فى هذا فى فندق، دعنى أعود إلى زاويتى فى الزقاق
-وانت معى لا تهتمى بالمال اخبرتك سابقا، من اليوم انت لست بائعة الزهور، انت فقط صديقتى الصغيرة
ثم أشار للسائق كى ينطلق مرة اخرى بمسافة ليست كبيرة بالفعل توقف امام منزل ريفى آخر، يوجد عليه لافتة عملاقة ينبعث منها الأضواء (أوتيل النجوم ) وبعد ان توقف السائق بجوار باب الاوتيل