السبت 23 نوفمبر 2024

قصة عفريت الشقة بقلم سلوى فاضل

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

احتفالية الاحلام
سلوى فاضل soly fadel
عفريت الشقة
وقفت بمنتصف المكان بتوتر بأعين زائغة مسحت المكان مرات عدة تدوي دقات قلبها عاليا تقرع كالطبول انفضت پذعر حين تعالى صوت هاتفها معلنا استقبال اتصال تحركت بوهن ضربها مجيبة وكانت صديقتها الوحيدة إيمان تسأل عن حالها فأجابتها بسخرية لاذعة
أنا تمام جدا مبسوطة وسعيدة عايشة حياتي بالطول والعرض.

تصدقي أنا الغلطانة عشان اتصلت اطمن عليك في شقة العفاريت دي.
مړعوپة أنا خاېفة قوي يا إيمان نفسي أصرخ وأعيط.
استمعت لصوت انذار من الهاتف لاقتراب نفاذ البطارية فتحدثت بسخط وقنوط
وأهي كملت والتليفون هيفصل كمان.
اقفلي وحطيه يشحن قبل ما الكهرباء تقطع اقري قرآن كتير لحد ما تروحي في النوم.
كادت أن تمتثل لنصيحة صديقتها لكن انطفأت إضاءة المكان فارتجفت أوصالها بالكاد تقف وتحدثت بصوت مخټنق بالبكاء
يعني الأحمال زادت دلوقت ما عرفتش تنتظر ربع ساعة بس.
حاولت التحرك وبث الثقة لنفسها والتي تلاشت بسماع طرقات من داخل إحدى الغرفتين فحدثت نفسها تبرر تلك الأصوات.
عادي ممكن الهوى أو حاجة وقعة امسكي نفسك يا تقى مفيش سبب للخوف أبدا.
اتسعت عينيها پذعر جلي حين استمعت لهمس جوار أذنها يجيبها ويسألها معا
متأكدة!
تعالت أنفاسها ثبتت قدميها بالأرض استعاذت بالله من الشيطان بوهن شديد ومع تضارب بعض الأنفاس جانب أذنها شعرت بالأرض تميد بها وسقطت فاقدة الوعي.
عدة ساعات مرت وهي على وضعها ثم بدأت تستعيد وعيها تشعر بآلام عدة بمفرق أنحاء جسدها احتقنت عينيها بدموع حبيسة عندما تذكرت ما حدث نهضت تبحث عن هاتفها على الأرضية وقد وضحت الرؤية لعودة التيار الكهربائي وقع بصرها على الهاتف فارتعش جسدها واقشعر بذات الوقت.
لا لا لا أكيد أنا حطيته يشحن ونسيت.
تهدجت أنفاسها بالكاد منعت نفسها من البكاء أسرعت لغرفتها تحتمي بأرجائها بعد أن سحبت الهاتف وبأنامل مرتجف اختارت إحدى التطبيقات دوي صوت القرآن وارتفع بالمكان يشق الصمت وبعد محاولات عدة هدأت نفسها واستعادت رباطة جأشها ثم استسلمت للنوم بإحباط.
بالصباح وقبل مغادرتها للمنزل فتحت التلفاز على إحدى القنوات الدينية التي تبث القرآن على مدار اليوم ثم خرجت مسرعة تغادر المنزل هرولت من أمامه باضطراب ملحوظ رأت الاشفاق بأعين العامة يضربون كفا بكف يتهامسون بحزن مؤقت سينسونه ويواصلون حياتهم بمجرد غيابها عن نظرهم.
جلست بعملها متوترة ثم جاهدت لتبعد ما حدث عن عقلها وانقضى دوامها بالعمل الأول فانتقلت إلى التالي حتى حل وقت عودتها للمنزل تنفست بقلت حيلة وتوجهت إليه.
فتحت الباب بترقب دفعته برفق حتي فتح لنهايته تقدمت بخطوات منهزمة اتجهت للتلفاز فوجدته مغلق فاتسعت عينيها بړعب وانتفضت فزعة لتعالي رنين هاتفها ولم تكن سوى صديقتها.
أجابتها بحنق خفيف تحول لرجاء ورثاء
حرام عليك والله ألاقيها منك ولا من بيت الأشباح ده ما تزعليش خلاص أسفة أنا لسه داخلة أصلا.
وأيه الأخبار صحيح اتصلت طول اليوم مش بتردي ليه الهانم ما لقتش دقيقة فاضية ترد فيها على صاحبتها الوحيدة! اللي ملهاش غيرها في الحياة.
طيب حاجة حاجة أيه الأخبار زفت والحمد لله ما ردتش ليه عشان كنت بحاول أفصل عن اللي بيحصل هنا وأنت أكيد هتسألي عشان كده ما ردتش.
زفت ليه طيب
ما أنا قولت اشغل القرآن طول اليوم وفتحت التليفزيون قبل ما أنزل رجعت لقيته مقفول.
مرت لحظت صمت عليهما ثم تحدثت إيمان تحاول العثور على مبرر منطقي.
يمكن نسيت تفتحيه أو تهيأ لك أنه أشتغل أو مثلا ظابطة التايمر بتاعه يقفل لوحده.
مش عارفة يمكن أنا أعصابي باظت بصي اقفلي عشان اغير واتغدى.
طوال الوقت تستمع لطرقات خفيفة من الغرفة المغلقة وتدعى عدم الانتباه وكي تتخلص من هذا الهاجس فتحت التلفاز على إحدى القنوات الدرامية ورفعت مستوى الصوت ليدوي بكامل المنزل حاولت إظهار الجلد والثبات رغم ارتجافها الداخلي تشعر بمن يراقبها رغم أنها بمفردها أسرعت للنوم قبل اقتراب موعد فصل التيار الكهربائي عن منطقتها حسب الجدول الذي أعلنت عنه ووضعته شركة الكهرباء.
يوم فالتالي وبدأت التعود على حياتها تلك اتصلت بها إيمان بعد عودتها للبيت أثناء وقوفها بالمطبخ لإعداد الطعام فتحت الهاتف ليصدح الصوت بالمكان تحدثتا بمرح غير جديد عليهما دوت ضحكتها أخيرا بالمكان.
طال اتصالهما حتى انهت تقى طعامها ثم تحدثت بإرهاق
إيمي هنام بقى أنا هلكت النهارده.
مش هنفضل على الفون لحد ما تروحي

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات